2025/02/19

انطلاق أعمال المؤتمر الوطني الفلسطيني بالدوحة.. والبرغوثي يدعو للوحدة ردا على محاولات تصفية القضية الفلسطينية

Opinion Article - عبد الحميد صيام

القدس العربي

الدوحة – “القدس العربي”: انطلقت صباح الإثنين في الدوحة أعمال المؤتمر الوطني الفلسطيني بمشاركة نحو 500 فلسطيني وفلسطينية من كافة أماكن انتشار الشعب الفلسطيني، بينما منعت أجهزة الأمن الفلسطينية 33 عضوا في المؤتمر من المشاركة كتبت أسماؤهم جميعا وعلقت على مقاعد فارغة في الصفوف الأولى لقاعة المؤتمر.

البرغوثي: التهديدات التي يواجهها الشعب الفلسطيني من إبادة وتهجير وضم وتهويد للضفة الغربية، وتوسع للاستيطان ما كان يمكن أن تتم لولا المساندة الأمريكية والضعف العربي والانقسامات الفلسطينية

وجلس على منصة الافتتاح أعضاء لجنة المتابعة من بين أعضاء اللجنة التحضيرية: مصطفى البرغوثي وأحمد غنيم ومعين الطاهر وأحمد أبو العزم والدكتور طارق حمود وانتصار الدنان.

وبعد النشيد الوطني الفلسطيني، افتتحت السيدة انتصار الدنان المؤتمر وطلبت من الحضور الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء قطاع غزة والضفة الغربية. وتحدثت الدنان عن الأخطار التي تواجه القضية الفلسطينية وضرورة التصدي لتلك المؤامرات، وضرورة أخذ زمام المبادرة بتشكيل قيادة فلسطينية موحدة لمواجهة تلك التحديات، ومن بينها إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية شاملة، ومواجهة مخططات الإبادة والتطهير العرقي، والضم والتهويد.

ثم استهل الدكتور مصطفى البرغوثي، عضو لجنة المتابعة، بكلمة واضحة وقصيرة موضحا خطورة المرحلة التي تعيشها القضية الفلسطينية، ومحاولات العدو الصهيوني المدعوم من الولايات المتحدة لتدمير القضية تماما عن طريق التطهير العرقي، والقتل والتشريد وتدمير مقومات الحياة وفرض العقوبات الجماعية، مؤكدا أن هذه التهديدات التي يواجهها الشعب الفلسطيني من إبادة وتهجير وضم وتهويد للضفة الغربية، وتوسع للاستيطان ما كان يمكن أن تتم لولا المساندة الأمريكية والضعف العربي والانقسامات الفلسطينية.

البرغوثي: يجب حشد الطاقات لتغيير موازين القوى و”تبني استراتيجية وطنية تركز على دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، وإنهاء الانقسامات الداخلية، وإنشاء قيادة وطنية موحدة، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية”

وأثنى البرغوثي على المقاومة بجميع أشكالها، والتي أثبتت أنها قادرة على ردع العدوان، ودعا إلى حشد الطاقات لتغيير موازين القوى، من جهة و”تبني استراتيجية وطنية تركز على دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، وإنهاء الانقسامات الداخلية، وإنشاء قيادة وطنية موحدة، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية”.

وقدم البرغوثي برنامجا متكاملا للخروج من المأزق وأولى تلك الخطوات وأهمها تشكيل قيادة وطنية موحدة، وإعادة بناء منظمة التحرير وتفعيل دورها وذلك بعقد انتخابات حرة وديمقراطية لكل مكونات الشعب الفلسطيني، وتبني برنامج يقوم على الصمود والمقاومة بكافة أشكالها بما ينسجم مع القانون الدولي.

وقال: “إن هناك ضرورة لتحديد موقف من اتفاق أوسلو ونهجه وعقيدة التنسيق الأمني، وضرورة تنفيذ ما اتفق عليه في وثيقة الوفاق الوطني وإعلان بكين، ودعوة القوى والفصائل الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، والحركات والمبادرات الوطنية إلى تحقيق الوحدة، واستعادة دور منظمة التحرير الفلسطينية، والتمسك بوحدة الشعب الفلسطيني ووحدة الأرض الفلسطينية ووحدة المصير الفلسطيني”.
وتحدث عن طريق الفيديو كل من السيد صلاح صلاح، العضو السابق للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، متمنيا النجاح للمؤتمر وداعيا إلى أن يتمكن من الضغط على المسؤولين للتمسك بالوحدة الوطنية، مؤكدا أن المؤتمر يتقاطع في غاياته مع ما سعت إليه مبادرات ومؤتمرات سابقة والتي شددت على الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية.

صلاح:  يجب تأسيس قاعدة لجبهة مساندة من خلال وضع خطط عمل واضحة، تتضمن طرد إسرائيل من عضوية الأمم المتحدة، وتكثيف التحرك لمقاطعة الاحتلال، والاستفادة من قرارات إدانته لمطالبة الدول الداعمة له بوقف تزويد الاحتلال بالسلاح

واقترح صلاح “تأسيس قاعدة لجبهة مساندة من خلال وضع خطط عمل واضحة، تتضمن طرد إسرائيل من عضوية الأمم المتحدة، وتكثيف التحرك لمقاطعة الاحتلال، والاستفادة من قرارات إدانته لمطالبة الدول الداعمة له بوقف تزويد الاحتلال بالسلاح، والدعوة إلى الخروج من حالة المناشدة إلى حالة الفعل الميداني”.

ثم أعطي الأسير المحرر، فخري البرغوثي، فرصة للتحدث مع المشاركين عن طريق الفيديو، حيث دعا إلى الوحدة الوطنية، مؤكدًا أن المؤتمر ليس بديلًا عن منظمة التحرير الفلسطينية، وإنما محاولة جادة لإصلاحها، وجمع كلمة الفلسطينيين، وحماية القضية الفلسطينية التي دفع ثمن حفظها الشهداء والجرحى والأسرى في سجون الاحتلال.

وانتقد البرغوثي قرار السلطة الفلسطينية منع عدد من أعضاء المؤتمر من السفر برًّا للمشاركة في المؤتمر.

وألقى الدكتور طارق حمود، عضو لجنة المتابعة، كلمة وجهها للصامدين والمناضلين والشهداء والجرحى والمغيبين والمفقودين في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، وفي مختلف مناطق انتشار الشعب الفلسطيني.

ثم استعرض حمود الصعوبات التي واجهها المؤتمر، والنقاشات المضنية والمطوّلة لتقريب وجهات النظر بين تيارات فكرية عديدة بهدف الوصول إلى صيغة توافقية، مؤكدا أن لا خيار للفلسطيني اليوم، غير الصمود في أرضه ووطنه ومقاومة كل أشكال التهجير والوصاية والتراجع.

وقال الدكتور أحمد عزم، عضو لجنة المتابعة، في كلمته إن هيئات منظمة التحرير، وبالتحديد اللجنة التنفيذية والمجلس الوطني، قد تراجعت أدوارها وضعف أداؤها أمام حرب الإبادة التي تعرض ويتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، ما شجع الاحتلال على التمادي في عدوانه.

وأضاف أن “المؤتمر دعوة إلى الحوار وإعادة تفعيل دور المنظمة، من خلال تأطير القوى الوطنية كافة، وتأليف قيادة وطنية جامعة على أسس ديمقراطية”.

وكان آخر المتحدثين في الجلسة الافتتاحية السيد أحمد غنيم، عضو لجنة المتابعة، الذي قدم تقرير اللجنة التحضيرية خلال عام من العمل المتواصل عبر لجانها الخمسة: الفكرية والإعلام والاتصال والعضوية والمالية واللوجستية، مؤكدا أن اللجان نفذت التكليفات التي وضعتها أهدافا لها.

وثمّن غنيم موقف دولة قطر التي وافقت على استضافة المؤتمر بعد أن أوصدت عدة عواصم عربية وغير عربية أبوابها، مشيرا إلى أن المؤتمر يعتمد على التمويل الذاتي والتبرعات غير المشروطة من أعضائه وبعض رجال الأعمال الفلسطينيين.

وأعلن غنيم في نهاية كلمته انتهاء أعمال اللجنة التحضيرية ولجنة المتابعة، وقدّم اقتراحًا توافقيًا لهيئة رئاسة أعمال المؤتمر التي ستنتهي أيضًا مهماتها بانتهاء جلساته، حيث تشكلت لجنة رئاسة المؤتمر من السيد معين الطاهر رئيسًا، مع عضوية كل من السيد عوني المشني، والسيدة صابرين عبيد الله، والسيد عدنان حميدان، والسيدة ليلى فرسخ، والسيد أحمد أبو النصر. وتمت الموافقة على الهيئة بالغالبية الساحقة للحضور.

ويواصل المؤتمر أعماله يومي الثلاثاء والأربعاء، ومن المتوقع أن يصدر عنه بيان ختامي شامل يتضمن خطة عملية ومتدرجة لتحقيق أهداف المؤتمر في إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وتحقيق الوحدة الوطنية على أرضية الصمود والمقاومة.