2025/02/18

المؤتمر الوطني الفلسطيني يبدأ أعماله: قيادة موحدة وتفعيل منظمة التحرير

مقال رأي - الترا فلسطين

الترا فلسطين

انطلقت صباح الإثنين، في العاصمة القطرية الدوحة، أعمال المؤتمر الوطني الفلسطيني، الذي يمتد على مدار ثلاثة أيّام، ويُعقد في مرحلة خطيرة تمر بها القضية الفلسطينية، بعد حرب الإبادة على غزة، وذلك بهدف أخذ زمام المبادرة للضغط من أجل تشكيل قيادة فلسطينية موحدة، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية شاملة، ومواجهة مخططات الإبادة والتطهير العرقي، والضم والتهويد.

بدأت أعمال المؤتمر الوطني الفلسطيني، اليوم الإثنين، بهدف أخذ زمام المبادرة للضغط من أجل تشكيل قيادة فلسطينية موحدة

وتحدّث عضو لجنة المتابعة في المؤتمر الوطني الفلسطيني، مصطفى البرغوثي، عن التهديدات التي يواجهها الشعب الفلسطيني من حرب إبادة وتطهير عرقي في قطاع غزة، وضم وتهويد للضفة الغربية، وتوسّع للاستيطان.

وقال البرغوثي إن هذه التهديدات لن يردعها غير المقاومة بجميع أشكالها، وتجنيد الطاقات كلها لتغيير موازين القوى، وتبني استراتيجية وطنية تركز على دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، وإنهاء الانقسامات الداخلية، وإنشاء قيادة وطنية موحدة، وإعادة بناء منظمة التحرير على أسس ديمقراطية.

وعرض البرغوثي، القواعد التي تحكم عمل المؤتمر الوطني الفلسطيني، والتي تتمثل في التأكيد على تعريف المؤتمر بالحراك الهادف إلى تشكيل قيادة وطنية موحدة، وتفعيل دور منظمة التحرير، وتحديد آلية إنجاز عملية إعادة بناء المنظمة بعقد انتخابات ديمقراطية، وتبنيه مقولة حق الشعب الفلسطيني في النضال والمقاومة بأشكالها كافة، بما ينسجم مع القانون الدولي، وتحديد موقف المؤتمر من اتفاق أوسلو ونهجه وعقيدة التنسيق الأمني، والدعوة إلى تعجيل تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني وإعلان بكين، ودعوة القوى والفصائل الفلسطينية، ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، والحراكات والمبادرات الوطنية إلى تحقيق الوحدة، واستعادة دور منظمة التحرير، والتمسك بوحدة الشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينية.

طارق حمودة: انعقاد المؤتمر غايته طرح مبادرات حقيقية جادة

كما عرض طارق حمود، عضو لجنة المتابعة، الصعوبات التي واجهها المؤتمر حتى لحظة انعقاده، ونقاشاته السياسية المطوّلة لتقريب وجهات النظر، وخلوصها إلى صيغ توافق مشتركة، موضحًا أنْ لا خيار للفلسطيني اليوم غير الصمود الذي تنتجه الوحدة الوطنية، وأن انعقاد هذا المؤتمر غايته طرح مبادرات حقيقية جادة، وآليات عمل ضمن أُطر فاعلة تعزز هذا الصمود ولا تكتفي به كشعار.

أحمد العزم: هيئات منظّمة التحرير قاصرة تحتاج لتفعيل

وتحدّث أحمد عزم، عضو لجنة المتابعة، في كلمته عن قصور هيئات منظمة التحرير بالتحديد اللجنة التنفيذية والمجلس الوطني عن أداء دورها المتوقع إزاء حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وما ترتّب على ذلك من تمادي الاحتلال في عدوانه، وما دفع إلى إطلاق المؤتمر الدعوة إلى الحوار وإعادة تفعيل دور المنظمة، من خلال تأطير القوى الوطنية كافة، وتأليف قيادة وطنية جامعة على أسس ديمقراطية.

كما شدد عزم على أن آليات عمل المؤتمر، متمثلة في عدم القبول بأي بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتفعيل الهيئات والاتحادات المهنية والشعبية، واعتماد آلية الحوار مع القيادة والقوى والفصائل الفلسطينية، وتنظيم حملات الضغط المدنية والشعبية، وبناء شبكات مجتمعية للنضال والإسناد، وتشكيل فِرق قانونية تُعنى بدراسة مواثيق للمنظمة، ودراسة آليات تفعليها، ورصد مخالفاتها لتلك الأنظمة.

وتضمنت الجلسة الافتتاحية مداخلات مسجلة لصلاح صلاح، عضو اللجنة التنفيذية سابقًا وعضو المجلس الوطني الفلسطيني، أشار فيها إلى تقاطع غايات المؤتمر مع ما سعت إليه مبادرات ومؤتمرات سابقة أكدت على الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير، داعيًا إلى ضرورة دراسة التجارب السابقة، والاستفادة منها.

كما اقترح تأسيس قاعدة لجبهة مساندة من خلال وضع خطط عمل واضحة، تتضمن طرد "إسرائيل" من عضوية الأمم المتحدة، وتكثيف التحرك لمقاطعة الاحتلال، والاستفادة من قرارات إدانته لمطالبة الدول الداعمة له ومطالبتها بوقف تزويد الاحتلال بالسلاح، والدعوة إلى الخروج من حالة المناشدة إلى حالة الفعل الميداني.

أمّا الأسير المحرر فخري البرغوثي، فدعا في مداخلته المسجلة أيضًا إلى الوحدة الوطنية، مؤكدًا أن المؤتمر ليس بديلًا عن منظمة التحرير، وإنما يسعى إلى إصلاحها، وتوحيد كلمة الفلسطينيين، وحماية القضية الفلسطينية التي دفع ثمن حفظها الشهداء والجرحى والأسرى في سجون الاحتلال. كما انتقد منع السلطة الفلسطينية عددًا من أعضاء المؤتمر من السفر لحضور جلساته المنعقدة في الدوحة، محذِّرًا من أن هذه الإجراءات لا تخدم القضية.

وفي ختام كلمات لجنة المتابعة، قدم أحمد غنيم، عضو لجنة المتابعة، تقرير اللجنة التحضيرية، عارضًا عمل لجانها، وأوراق العمل التي أعدتها، واللقاءات التي عقدتها، طوال الفترة الممتدة من شباط/فبراير 2024، وحتى لحظة انعقاد المؤتمر، موضحًا المعوقات التي واجهتها اللجنة في سبيل تأمين مكان لعقد المؤتمر، ومثمّنًا موقف دولة قطر في استضافة المؤتمر على أرضها بعد أن أغلقت العديد من الدول أبوابها أمام استضافته.

كما تطرق إلى الصعوبات المتعلقة بتوفير الموارد المالية التي اعتمدت على تبرعات رجال أعمال فلسطينيين، والرسوم التي جُمعت من الأعضاء الموقّعين على البيان، إذ يقوم المؤتمر على أساس التمويل الذاتيّ لرفد موازنته.

وأعلن غنيم انتهاء أعمال اللجنة التحضيرية ولجنة المتابعة، وقدّم اقتراحًا توافقيًا لهيئة رئاسة أعمال المؤتمر التي تنتهي أيضًا مهماتها بانتهاء جلساته، وضمّت الهيئة معين الطاهر رئيسًا، مع عضوية كل من عوني المشني، وصابرين عبيد الله، وعدنان حميدان، وليلى فرسخ، وأحمد أبو النصر.

ويفترض أن تستمرّ أعمال المؤتمر على مدى الأيام الثلاثة ويتخللها نقاشات عامة، وستنتظم أعمال اليوم الثاني في خمس لجان متخصصة لمناقشة مسودات الأوراق ورفع التوصيات لرئاسة المؤتمر، وبناءً على هذه النقاشات، تعرض وتقر في اليوم الثالث من المؤتمر.