06 يوليو 2024
عقدت مجموعة من الشخصيّات الفلسطينيّة المقيمة في الولايات المتحدة الأميركية اجتماعًا يوم السبت 6 تمّوز/يوليو 2024، عبر برنامج مؤتمرات الفيديو (زووم)، للتحضير للمشاركة في 'المؤتمر الوطنيّ الفلسطينيّ'.
افتتح اللقاء الكاتب والناشط السياسي أسامة أبو ارشيد، الذي أشار إلى الواقع الصعب الذي يواجهه الشعب الفلسطيني بسبب حرب الإبادة في قطاع غزة والسياسات الإسرائيلية في الضفة الغربية. وشدد على أن هذا الواقع يأتي في ظل حالة من الفراغ السياسي الفلسطيني المتزامن مع مخططات إقليمية ودولية تسعى لملء هذا الفراغ بهدف تصفية القضية الفلسطينية. وأكد أبو ارشيد أن مبادرة 'المؤتمر الوطنيّ الفلسطينيّ' تأتي لتوفير صوت فلسطيني وطني يُعبر عن تضحيات الشعب الفلسطيني وصموده في أرضه ونضاله من أجل التحرر.
وتحدث عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر، مصطفى البرغوثي، عن أهمية مبادرة 'المؤتمر الوطني الفلسطيني'. وقال إن الشعب الفلسطيني يمر بأزمة عميقة بسبب حرب الإبادة في قطاع غزة وإعادة احتلال الضفة الغربية. وأوضح أن الفلسطينيين يواجهون وضعًا جديدًا يتسم بإعادة الاحتلال، مصحوبًا بمشروع حسم سياسي وعسكري يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية واستكمال مشروع الضم والتهويد. وأشار البرغوثي إلى أن هذا الوضع الجديد يتزامن مع أزمة سياسية فلسطينية ناجمة عن فشل المشروع السياسي لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ونهج أوسلو، بالإضافة إلى غياب الديمقراطية الفلسطينية نتيجة عدم إجراء انتخابات منذ عام 2006، وغياب الشراكة الديمقراطية والوحدة الوطنية. وأضاف أن بيان المؤتمر وضع الأسس السياسية للتعامل مع هذه الأزمة العميقة، مستندًا إلى الشراكة والعمل الوطني الذي يجمع أبناء الشعب الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها. وأكد البرغوثي أن الهجوم الذي تعرض له البيان هو تضليل وتزوير، مشددًا على أن البيان يدعو إلى قيادة فلسطينية موحدة على أساس برنامج وطني مقاوم، ويسعى لاستعادة دور منظمة التحرير الفلسطينية كقيادة ممثلة للشعب الفلسطيني على أساس الشراكة والوحدة الديمقراطية.
وأشار عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر، معين الطاهر، إلى أن المؤتمر يسعى لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية وتمثيلية للشعب الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها. وأوضح أن المبادرة تدعو إلى تشكيل قيادة فلسطينية موحدة ترتقي إلى تحديات المرحلة وتضحيات الشعب الفلسطيني، ومواجهة المخططات الإسرائيلية التي تهدف إلى فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة. وأكد الطاهر على أن المؤتمر يشدد على ثوابت الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير والعدالة والعودة ومقاومة نظام الاستعمار والفصل العنصري.
وأوضح الدكتور عزمي بشارة، أن في خضم التعامل مع حرب الإبادة في قطاع غزة واستعادة القضية الفلسطينية لمكانتها المركزية، لا يوجد طرف فلسطيني موحد يدافع عن القضية الفلسطينية حتى لا تبدد تضحيات وصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته. وأشار إلى أنه بعد اتفاق أوسلو، تعرضت منظمة التحرير الفلسطينية للتهميش، وهي التي كانت تمثل الوطن المعنوي للفلسطينيين داخل فلسطين وخارجها، وتحولت مع مرور الزمن إلى أداة في يد قيادة السلطة الفلسطينية. وأكد بشارة أن المبادرين والموقعين على هذه المبادرة يدعون إلى عقد مؤتمر وطني فلسطيني يهدف إلى تفعيل طاقات الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده، وهم يؤمنون بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي ملك لجميع أبناء الشعب الفلسطيني، وأن وجود طرف فلسطيني موحد سيكون قادرًا على حماية صمود الشعب ومقاومته، والتصدي للمخططات الإقليمية التي تسعى لإيجاد طرف يدير قطاع غزة تحت الوصاية الاسرائيلية. وشدد بشارة على أنه لا يمكن مواجهة المرحلة القادمة دون وجود مرجعية سياسية فلسطينية موحدة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، وأن هذا المؤتمر يسهم في تحقيق هذه الوحدة وإعادة تمثيل الشعب الفلسطيني بشكل فعّال وقوي.
وشارك في الاجتماع عدد من الشخصيات الفلسطينية الفاعلة في العمل السياسي في الولايات المتحدة من نشطاء ورجال أعمال وسيدات أعمال وأطباء ومهندسين وأكاديميين وباحثين وطلبة جامعات، والذين شددوا على أهمية مبادرة 'المؤتمر الوطني الفلسطيني' وأهدافها السياسية والوطنية في ظل الوضع السياسي الراهن. أشار نهاد عوض، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأميركية، إلى أهمية المبادرة ودورها في حماية ثوابت الشعب الفلسطيني، وأن تكون صوتًا فلسطينيًا وطنيًا أمام المشاريع الدولية والإقليمية لليوم التالي للحرب، والتحديات الجديدة التي تواجه النشطاء الفلسطينيين في الولايات المتحدة. وأشار الناشط والخبير بالشؤون الأميركية والعلاقات الدولية، خالد الترعاني، إلى ضرورة الوحدة الفلسطينية من خلال منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة الاعتبار لفئات واسعة من الشعب الفلسطينية في خارج فلسطين.
وكما شدد أستاذ دراسات الشرق الأوسط والعلوم السياسية بجامعة رتغرز، عبد الحميد صيام، على شمولية فكرة إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وأهميتها، وضرورة أن يكون المؤتمر جامعًا وشاملًا لمختلف أطياف الشعب الفلسطيني. ورأى أن المؤتمر فرصة للبناء على حالة النهوض العالمي تجاه القضية الفلسطينية، والتأكيد على ثوابت الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة. وتطرق الناشط السياسي، نايف الصمادي، إلى ما يميز هذه المبادرة عن غيرها من المبادرات، وآليات العمل المرجوة من أجل إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها.
وشددت رباب عبد الهادي، أستاذة مشاركة في الدراسات الإثنية ودراسة العِرق والمقاومة في جامعة سان فرانسيسكو، على ضرورة وجود مرجعية سياسية وطنية فلسطينية وصوت فلسطيني وطني في ظل الظرف السياسي الراهن. وأكدت على أهمية الحديث عن الشعب الفلسطيني بمختلف أماكن تواجده داخل فلسطين وخارجها، والتمسك بثوابت الشعب الفلسطيني وحقوقه، بما في ذلك حق العودة. وكما شدد المهندس والخبير، جمال البرغوثي، على الحاجة إلى تفعيل الطاقات الكامنة للشعب الفلسطيني والفاعلة في مختلف المؤسسات والهيئات والنقابات المستثناة من العمل السياسي في المؤتمر الوطني. كما شدد الناشط السياسي، فيليب فرح، على حاجة الفلسطينيين في الولايات المتحدة للتغلب على التحديات الجديدة في العمل السياسي، وأهمية إعادة بناء منظمة التحرير على أسس ديمقراطية ووحدوية للفلسطينيين في الخارج.
وشددت الكاتبة، سوزان أبو الهوى، على أهمية الحديث عن آليات لبناء قيادة فلسطينية موحدة على أساس برنامج سياسي وطني. وتطرق الناشط السياسي والكوميدي، عامر زهر، إلى ضرورة وضع أسس قانونية لحماية العمل السياسي للفلسطينيين في الولايات المتحدة، وتحديات العمل في ظل ترقب الانتخابات الأميركية القادمة. وكما شدد الناشط، فهد أبو عاقل، إلى أهمية التفكير في آليات إعادة بناء منظمة التحرير في ظل سلب القرار الفلسطيني.
وقع على هذا البيان أكثر من 1370 شخصية فلسطينية من حوالي 45 دولة حول العالم، تضم شخصيات بارزة من مختلف القطاعات مثل الناشطين، المهنيين، الأطباء، الباحثين، الأكاديميين، الفنانين، الكتاب، الصحافيين، الشخصيات القانونية، طلبة الجامعات، بالإضافة إلى أسرى سابقين وسياسيين من خلفيات متنوعة بصفتهم الشخصية. يُشار إلى أن الموقعين على المبادرة من كل دولة يعقدون اجتماعات تحضيرية لتنسيق المواقف والترتيب للمشاركة في 'المؤتمر الوطني الفلسطيني'. جاء هذا اللقاء بعد سلسلة من الاجتماعات التحضيرية التي عقدت في فلسطين المحتلة، وبريطانيا، ولبنان، وقطر، والكويت، وإسبانيا، وبلجيكا، وفرنسا، ويستمر عقد هذه اللقاءات على مدى الأسابيع القادمة في أماكن مختلفة في الدول العربية والغربية.