09 يونيو 2024
ضمن سلسلة اللقاءات التمهيدية لعقد المؤتمر الوطني الفلسطيني، التي تعقد في عدة دول حول العالم، عقدت مجموعة من الشخصيات الفلسطينية المقيمة في دولة قطر اجتماعها في الدوحة للتحضير لعقد المؤتمر الوطني الفلسطيني، الذي صدر نداء لعقده موقع من آلاف الشخصيات في أماكن تواجد الشعب الفلسطيني.
ويأتي انعقاد اجتماع الدوحة بعد الاجتماعات التحضيرية التي عقدت في الأراضي الفلسطينية المحتلة وبريطانيا ولبنان للموقعين على البيان، وستتلوه لقاءات في أماكن أخرى من العالم كالولايات المتحدة الأميركية وإسبانيا وبلجيكا وفرنسا وأستراليا وعدد من الدول الأوروبية والعربية.
وشارك في الاجتماع عدد من الموقعين على المبادرة من المقيمين في قطر، وناقشوا سبل المشاركة في هذا المؤتمر وأهميته وأهدافه، والعقبات التي تواجه تحقيق هذه الأهداف، وضمان تمثيل واسع فيه لكافة فئات الشعب الفلسطيني، وأهمية الاستثمار في إنجازات حركات التضامن العالمية.
وافتتح اللقاء المفكر العربي عزمي بشارة، وهو أحد أبرز الشخصيات الموقعة على البيان وعضو اللجنة التحضيرية، والذي أكد على أهمية المبادرات السابقة التي سعت الى إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية وحدوية ، وأن البيان يضم عددًا من الموقعين المنضوين ضمن هذه المبادرات. كما أشار بشارة إلى أن أهمية عقد هذا المؤتمر تكمن في التوقيت، ففي ظل حرب الإبادة الجارية في غزة والهجمة الاستيطانية على الضفة والقدس، هناك ضرورة لتشكيل قيادة فلسطينية موحدة، وإيجاد مرجعية سياسية للشعب الفلسطيني، ويفضل أن يكون ذلك ضمن إطار منظمة التحرير حيث يشكل مقدمة لإعادة بنائها على أسس ديمقراطية تجمع الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية كافة وتمثيل القوى المدنيّة الفاعلة، ولا سيما غير المنتمية إلى فصائل. ولا يمكن من دون هذه المرجعية السياسية لحكومة وفاق وطني او غيرها التصدي لبرامج اليوم التالي الإسرائيلي وفرض مسار الحل العادل بعد كل هذه التضحيات. وطرح المشاركون أسئلة حول جدوى فكرة إعادة بناء منظمة التحرير، وفي المقابل طرحت فكرة أهمية وجود مرجعية سياسية موحدة وكيان فلسطين موحد إذا لا يجوز ان تقتصر السياسة الفلسطينية على الاستقطاب الحاصل حتى في ظل الإبادة، وفي مرحلة التحرر الوطني عموما، كما شددوا في حوارهم الحيوي على أن المؤتمر لن يكون حدثًا يعقد لمرة واحدة، بل سينتخب هيئات ولجان تعمل كقوة ضغط تدفع نحو تفعيل حراك وطني ديمقراطي لتحقيق أهدافه. كما أكد على أهمية حركات التضامن العالمية وحراك الطلاب في أوروبا والولايات المتحدة وضرورة استثمار إنجازاتها.
وجاءت مبادرة "المؤتمر الوطني الفلسطيني" من لجنة تحضيرية صاغت بيان مبادرة عقد المؤتمر الوطني والدعوة للوحدة الفلسطينية، والذي وقع عليه ما يزيد عن ألف ومئتي شخصية فلسطينية من مختلف دول العالم، تضم شخصيات وازنة من المجتمع الفلسطيني في كافة أماكن تواجده من نشطاء ومهنيين وباحثين أكاديميين وأساتذة وفنانين وكتاب وصحافيين، وشخصيات قانونية، ومن ضمنهم أسرى سابقين وسياسيين من خلفيات متعددة وقعوا بصفتهم الشخصية.
وكانت اللجنة التحضيرية للمؤتمر قد صاغت ورقة سياسية تحدد السياق ورؤية واهداف المؤتمر، تُعرض خلال هذه اللقاءات، وستُعرض على المؤتمر الوطني.
سيستمر عقد اللقاءات التحضيرية للموقعين في دول مختلفة حول العالم من أجل التمهيد للمشاركة في "المؤتمر الوطني الفلسطيني" الذي سيعلن عن مكان وتوقيت انعقاده قريبًا.