07 يوليو 2024

شخصيات فلسطينية في هولندا تعقد اجتماعًا تحضيريًا للمشاركة في المؤتمر الوطني الفلسطيني

عقدت مجموعة من الشخصيّات الفلسطينيّة المقيمة في هولندا اجتماعًا، يوم الأحد 7 تموز/ يوليو 2024، عبر برنامج مؤتمرات الفيديو (زوم)، للتحضير للمشاركة في 'المؤتمر الوطنيّ الفلسطينيّ'.

افتتح اللقاء الناشط السياسي في هولندا، عمرو الواوي، حيث قدم لمحة عن مبادرة 'المؤتمر الوطني الفلسطيني' وأهدافها الرئيسة والغايات المرجوة من عقد مؤتمر وطني فلسطيني. وأوضح أن هذه المبادرة تأتي في ظل مرحلة تاريخية مهمة من نضال الشعب الفلسطيني من أجل التحرر، مؤكدًا على ضرورة تكثيف جهود الفلسطينيين للاستفادة من حالة التضامن العالمي مع قضيتهم.

أشار عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر، أحمد جميل عزم، إلى أن الوضع الحالي يشهد غياب الوحدة الوطنية بين القيادات الفصائلية الفلسطينية، مما يعزز ضرورة إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية. كما أكد عزم أن مبادرة المؤتمر الوطني الفلسطيني جاءت من مجموعة من الشخصيات الفلسطينية من داخل فلسطين وخارجها، والذين اجتمعوا في أكثر من مناسبة، قبل أن يصدروا بيانًا في شباط/ فبراير الماضي يدعو إلى الوحدة وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية. كما أوضح عزم أن هذه المبادرة تحظى بتوقيعات من شخصيات فلسطينية بارزة من مختلف البلدان، بما في ذلك مناضلين وسياسيين وأسرى محررين ورجال أعمال وأكاديميين، مشيرًا إلى أن الموقعين يمثلون 45 دولة، وأن الهدف من هذه المبادرة هو عقد مؤتمر وطني فلسطيني يسعى إلى توحيد الجهود الفلسطينية وإعادة بناء منظمة التحرير. وأكد عزم أن هذه المبادرة ليست فصائلية، بل هي مبادرة شخصية لأفراد يؤمنون بضرورة إعادة بناء منظمة التحرير على أسس ديمقراطية شاملة، والعمل على إعادة بناء النقابات والاتحادات والهيئات الفلسطينية في إطار المنظمة. كما أشار عزم أن هناك تعطشًا لهذا العمل، مشيرًا إلى وزن الشخصيات الموقعة على البيان وعددها.

أوضح عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر، معين الطاهر، إلى أن هذا المؤتمر مستدام ويهدف إلى إنشاء هيئات تمثيلية لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وتوحيد القيادة والشخصيات الفلسطينية الفاعلة. وأكد الطاهر على أهمية مواجهة التحديات المقبلة بعد الحرب على قطاع غزة وضرورة وجود جهة فلسطينية ترفض مخططات "اليوم التالي". كما شدد على أهمية توحيد جهود الجاليات الفلسطينية في الخارج وإعادة بناء المنظمات الشعبية والاتحادات والنقابات. وأضاف أن المؤتمر يسعى للدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في المقاومة بجميع الوسائل المتاحة، ومساعدة وتنسيق الجهود في الضفة الغربية وقطاع غزة لمواجهة المخططات الإسرائيلية. وأكد على أن البيان الصادر عن المؤتمر صدر في لحظة تاريخية حرجة تمر بها القضية الفلسطينية، وأن المؤتمر سيضم شخصيات فلسطينية وطنية من مختلف التيارات والاتجاهات السياسية والفكرية والأيديولوجية.

تحدث رئيس الجالية الفلسطينية في هولندا، أيمن نجمة، عن الأدوات التي تمتلكها المبادرة لتحقيق أهدافها بإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وتوحيد الجاليات. وأشار إلى أهمية المواءمة بين العمل الإغاثي والعمل السياسي لضمان التركيز والفعالية، مضيفًا أن التركيز على هدف واحد رئيس يمكن أن يسهم في التغلب على التحديات التي واجهتها المبادرات السابقة التي توسعت في أهدافها.

وأشار الطبيب الفلسطيني، نور عبد الرازق، إلى التحديات التي تواجه توحيد الجاليات الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الوضع الحالي صعب للغاية بسبب الانشقاقات العميقة، وأكد على ضرورة تفعيل وتعزيز العمل التشاركي بين الجاليات. كما تساءل عن الاختراق الحقيقي الذي يمكن أن يحققه المؤتمر لتحقيق نتائج ترتقي إلى مستوى تضحيات الشعب الفلسطيني في الداخل. وأشار أيضًا إلى أهمية وضع برنامج خطوات عملية في أوروبا يتم العمل عليه من اليوم وحتى موعد انعقاد المؤتمر ليكون المؤتمر على مستوى التضحيات الكبيرة التي يقدمها الشعب الفلسطيني.

تحدث الأمين العام للجالية الفلسطينية في هولندا، أحمد سكينة، عن التحديات الكثيرة التي تواجه أي مبادرة تعمل في ظل المناخ السياسي المعقد. كما شدد على أهمية وضرورة إعادة بناء منظمة التحرير على أسس ديمقراطية، مشيرًا إلى أن توزيع الشعب الفلسطيني في العديد من الدول وغياب المناخ السياسي الملائم بين الفلسطينيين يمثل تحديًا كبيرًا للعمل السياسي في الوقت الراهن. وأكد على أهمية التركيز على الفرص المتاحة لتحقيق الأهداف المرجوة من المؤتمر الوطني.
ويذكر أن أكثر من 1390 شخصية فلسطينية وقعوا على النداء الداعي إلى المبادرة إلى قيادة فلسطينية موحدة وإعادة بناء منظمة التحرير على أسس ديمقراطية، وغالبيتهم شخصيات بارزة من مختلف القطاعات، مثل الناشطين، المهنيين، الأطباء، الباحثين، الأكاديميين، الفنانين، الكتاب، الصحافيين، الشخصيات القانونية، طلبة الجامعات، بالإضافة إلى أسرى سابقين وسياسيين من خلفيات متنوعة بصفتهم الشخصية. ويعقد الموقّعون على المبادرة من كل دولة اجتماعات تحضيرية لتنسيق المواقف والترتيب للمشاركة في المؤتمر الوطني الفلسطيني. وجاء الاجتماع التحضيري لفاعليات وشخصيات فلسطينية متنوعة في هولندا بعد عدة اجتماعات تحضيرية عقدت في فلسطين المحتلة، وبريطانيا، ولبنان، وقطر، والكويت، وإسبانيا، وبلجيكا، وفرنسا، والولايات المتحدة الأميركية، ويستمر عقد هذه اللقاءات في الأسابيع المقبلة في دول عربية وغربية أخرى.