05 أبريل 2025

البيان الختامي للاجتماع الثاني للهيئة العامة في المؤتمر الوطني الفلسطيني

عقدت الهيئة العامة للمؤتمر الوطني الفلسطيني اجتماعها الثاني يوم السبت، 5 نيسان/ أبريل 2025، عبر برنامج مؤتمرات الفيديو (زوم)، لتقييم عملها الهادف إلى توحيد جهود الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كافةً، على قاعدة التصدي لحرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، ومواجهة حالة الانقسام الفلسطيني الراهنة، واتخاذ خطوات عاجلة لتشكيل قيادة وطنية فلسطينية موحدة، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وطنية وديمقراطية. ويأتي انعقاد هذا الاجتماع في ظل تصاعد الحرب الإسرائيلية - الأميركية على الشعب الفلسطيني التي تتخذ أشكالًا غير مسبوقة من الحرب التي تستهدف بشكل مباشر حياة الفلسطينيين، وتهدد وجودهم على أرضهم.

يرتكب الاحتلال في قطاع غزة جريمة إبادة جماعية فاقت كل حد، وهو كذلك سائر في تنفيذ مخطط التطهير العرقي في الضفة الغربية والقدس، ويواصل اعتداءه على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، سعيًا لتهجير الفلسطينيين وطردهم من أرضهم. ويجري هذا كله دون تفعيل أُطر منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها، أو تحقيق وحدة وطنية جامعة، وتعبئة شعبية حقيقية.

وفي هذا السياق، أكد أعضاء الهيئة العامة في اجتماعهم على ما يلي:

1. حتمية الوحدة الوطنية الفلسطينية العاجلة، وضرورة تشكيل قيادة وطنية فلسطينية موحدة، هدفها الأول وقف حرب الإبادة الراهنة. وفي هذا الشأن، دعا المجتمعون إلى التطبيق العاجل للتفاهمات الفلسطينية السابقة المتعلقة بالوحدة الوطنية، وفي مقدمتها اتفاق بكين المبرم بين الفصائل والقوى الفلسطينية، في تموز/ يوليو 2024، الذي أكّد اتفاقيات سابقة بالنص على ضرورة "تفعيل وانتظام الإطار القيادي المُؤقّت المُوحّد للشراكة في صنع القرار السياسي، وفقًا لما تمّ الاتفاق عليه في وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني المُوقّعة في 4 أيّار/ مايو 2011".

2. إن التصدي لعمليات الإبادة والتطهير العرقي، والمخططات الصهيونية الهادفة إلى تصفية الوجود الفلسطيني، في ظل حالة التخاذل الدولي تجاه الجرائم الإسرائيلية، والعجز الرسمي العربي، يتطلب عملية استنهاض شاملة للمقومات الشعبية والرسمية والفصائلية كلها، وعلى المستويات الوطنية والعربية والإقليمية والإسلامية والدولية كافة، ضمن حراكات منظمة تفيض إلى الشوارع في كل مكان، لتشكّل صوتًا موحدًا يرفض الصمت، ويقاوم حرب الإبادة ومخططات التهجير والتطهير العرقي.

3. إن الهروب إلى الأمام نحو إجراءات جزئية في بنية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عبر المجلس المركزي، بتسمية نائبٍ للرئيس، يكرّس الأزمة داخل النظام السياسي الفلسطيني. وإن الرد الحاسم على محاولات الالتفاف على إرادة شعبنا يكون بالوحدة، وإعادة الاعتبار للمؤسسات الفلسطينية، وفي مقدمتها المجلس الوطني الفلسطيني، من خلال إعادة تشكيله على أسس وطنية وديمقراطية. وفي هذا السياق، دعا المجتمعون إلى تفعيل قرارات المجلسين الوطني والمركزي بوقف أي علاقة مع دولة الاحتلال، على جميع المستويات السياسية والأمنية.

4. الحاجة إلى توسيع الجهود باتجاه حوار وطني عاجل، ينتقل من إطاره الفصائلي الضيق الذي عجز عن إنهاء الانقسام، إلى مستوى شعبي أوسع يشمل المؤسسات الأهلية، والمنتديات العامة، والمجتمع المدني، وفق أولويات ترتكز على وقف حرب الإبادة والتطهير العرقي، وتحقيق الوحدة الوطنية، وتعبئة الجهود في مختلف أماكن وجود الشعب الفلسطيني، مع المسارعة إلى إعادة بناء وطني شامل تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، بعد إعادة بناء مؤسساتها وهيئاتها الشعبية، على أسس ديمقراطية جامعة، تتضمن الانتخابات والوحدة الوطنية.

5. الحاجة إلى توسيع الحراك الوطني والشعبي في مواجهة مخططات الاحتلال الهادفة إلى تصعيد حرب الإبادة ضد شعبنا في الضفة الغربية، بما في ذلك مخيمات اللاجئين، ومدينة القدس، والمسجد الأقصى.

وفي سبيل تفعيل الأُطر التنظيمية للمؤتمر، اتفق المجتمعون على تشكيل لجان عمل متخصصة، وإطلاق مرحلة جديدة من برامجه وأعماله، تعمل على المستويات التعبوية الشعبية، والإعلامية، والقانونية، والتحشيد، والتنظيم، والضغط، بما يخدم تحقيق أهداف المؤتمر الوطني. وقد أقرّ الأعضاء تشكيل هذه اللجان بما يسهم في جمع قوى الشعب الفلسطيني، وتجسيد الوحدة الوطنية، وتعزيز القدرة الجماعية على مواجهة تحديات المرحلة الراهنة، وممارسة الضغط اللازم لتولي منظمة التحرير الفلسطينية دورها الوطني المنشود، بوصفها مُلكًا للشعب الفلسطيني. كما اطّلع أعضاء الهيئة العامة على أعمال لجنة المتابعة المكلّفة من المؤتمر خلال شهرَي شباط/ فبراير وآذار/ مارس 2025، التي كانت قد اختارت أمانة سرها، في حين انتُخبت أمانة سر الهيئة العامة خلال هذا الاجتماع.

وفي الختام، أشاد المجتمعون بالصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية مدة تزيد على العام ونصف العام من حرب الإبادة الجماعية التي يتحمل مسؤوليتها العدو الصهيوني، والولايات المتحدة الأميركية، والعجز العربي الرسمي، وتقاعس السلطة الفلسطينية عن القيام بدورها. وفي هذا السياق، دعا المجتمعون أبناء الشعب الفلسطيني وبناته، داخل فلسطين وخارجها، إلى تكثيف الحراكات الشعبية والسياسية والإعلامية، وتوحيد الصفوف في مواجهة حرب الإبادة والتطهير العرقي، وتعزيز صمود أهلنا في فلسطين وسائر أماكن وجودهم، كما دعوا إلى الانخراط في جهود المؤتمر الوطني الفلسطيني الداعية إلى تشكيل قيادة فلسطينية موحدة، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وطنية وديمقراطية جامعة.